قال: أولا.. هذا سنة نبينا.. فقد ورد في الحديث قوله a: (بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء
بعده)[1]، وقد فسر العلماء وضوء الطعام بغسل
اليدين.
وفي حديث آخر قال a: (من أحب أن يكثر الله خير بيته، فليتوضأ إذا حضر غذاؤه وإذا
رفع)[2]
وفي حديث آخر قال a: (من نام وفي يده غمر، ولم يغسله، فأصابه شيء فلا يلومنَّ إلا
نفسه)[3]، والغمر:ريح اللحم وزهومته.
وفي حديث آخر قال a: (إن الشيطان حساس لحّاس فاحذروه على أنفسكم من بات وفي يده
غمر فأصابه شيء فلا يلومنَّ إلا نفسه)[4]
قلت: فهل حدثك الوارث عن أسرار هذه الأحاديث؟
قال: أجل.. لقد ذكر لنا[5] أن في حياة الإنسان اليومية كثيراً
ما يصافح شخصاً مريضاً، أو حاملاً لجراثيم ممرضة، أو يلمس أشياء ملوثة بجراثيم
خطيرة، فهو يجلس لطعامه غير عالم أن بين أنامله خطراً كامناً ينتظر ذلك الطعام،
فيلوث لقمة يبتلعها ليصاب بذلك المرض.
وذكر لنا أن أكثر الأمراض انتشاراً عن ذلك الطريق هي الكوليرا
والتيفوئيد والزحار..
وذكر لنا أن سر ذلك كله يعود إلى أن الجلد يحتوي على سطحه على
أثلام وأخاديد، وما يفرزه من دهن وعرق يساعد على التصاق تلك الجراثيم وبيوض
الطفيليات بالجلد وحفظها بين ثناياه.
قلت: عرفت سر غسل اليدين قبل الطعام، فما سر غسلها بعده؟