وذكر لنا أنه يحتوي على فيتامين ج ومادة السيتوستيرول،
والمادتان من الأهمية بمكان كبير في تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة، وبذلك
يتوفر وصول الدم إليها بالكمية الكافية، علاوة على أهمية فيتامين ج في حماية اللثة
من الالتهابات.
وذكر لنا أنه يحتوي على مادة راتنجية تزيد من قوة اللثة.
وذكر لنا أنه يحتوي على مادة الكلوريد والسيليكات، وهي مواد
معروفة بأنها تزيد من بياض الأسنان.
قلت: ولكن مع ذلك، فإن الصناعة أضافت للمعاجين تلك الأذواق
الجميلة؟
قال: أما إن قلت ذلك.. فقد حدثنا وارث الطب النبوي أن مجموعة
خبراء قاموا بدراسة مقارنة بين السواك، وبعض المستحضرات الموجودة في الأسواق.. وقد
أجروا البحث على عدد كبير من الأشخاص، فوجدوا أن استعمال السواك يساهم في إزالة
اللويحة الجرثومية، وهي بكر قبل نضوجها وازدياد عتوها على الأنسجة الرخوة والصلبة..
قاطعته قائلا: أراك ترجع كل حين إلى وارث الطب النبوي.. فمن هو؟
قال: هو طبيب هذه البلدة الوحيد[1].. وهو رجل من الموصل.. كان قد سكن
بغداد.. ثم فتح عيادة مباركة عندنا هنا في حلب منذ زمن طويل.. وقد أغلق بسبب
عيادته المملوءة بالبركة كل الأطباء عياداتهم.. بل إن الأطباء يزورونه من كل
البلاد ليستفيدوا من طبه.
[1] لا نقصد بهذا إلغاء سائر ما هدى الله إليه البشر من أنواع
الاستشفاء، ولكنا نقصد أن الالتزام بالهدي النبوي قد يغني عن الكثير من الأطباء،
وقد حاولنا بيان مدى تكامل النظرية الطبية النبوية في سلسلة (ابتسامة الأنين).
[2] أشير به إلى الإمام العلامة الفقيه النحوي اللغوي الطبيب
موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف الموصلي ثم البغدادي (557-628هـ)، نزيل حلب، ويعرف قديما
بابن اللباد فضلان.. وهو أحد العلماء الموسوعيين. وُلد ببغداد وتوفي بها، درس الأدب
والكيمياء وتابع أبحاثه في النباتات والطب.
وسبب اختيارنا له في هذا الفصل هو كونه من أشهر من
اهتم بالطب النبوي، ومن وصاياه قوله: (ينبغي أن تكون سيرتك سيرة الصدر الأول فاقرأ
السيرة النبوية وتتبع أفعاله واقتف آثاره وتشبه به ما أمكنك).. وانطلاقا من قوله
هذا اعتبرناه الوارث في هذا الفصل.