ولما وقع بين أبي ذر الغفاري وبعض
الصحابة ما أفلت معه لسانه بكلمة: (يا ابن السوداء) غضب لها رسول الله a غضباً شديداً؛ وقال: (ليس لابن
البيضاء على ابن السوداء فضل) [1]
وكان رسول الله a يقول عن عمار بن ياسر وقد استأذن عليه:
(ائذنوا له مرحباً بالطيب المطيب)، وقال عنه: (ملئ عمار إيماناً إلى مشاشه)
وكان ابن مسعود يحسبه الغريب عن المدينة
من أهل بيت رسول الله، عن أبي موسى قال: قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حيناً
وما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت رسول الله a من كثرة دخولهم على رسول الله a ولزومهم له.
وجليبيب ـ وهو رجل من الموالي ـ كان رسول
الله a يخطب له بنفسه ليزوجه امرأة من
الأنصار. فلما تأبى أبواها قالت هي: أتريدون أن تردوا على رسول الله a أمره؟ إن كان قد رضيه لكم فأنكحوه.
فرضيا وزوجاها.
وقد افتقده رسول الله a في الوقعة التي استشهد فيها بعد فترة
قصيرة من زواجه، فعن أبي برزة الأسلمي قال: كان رسول الله a في مغزى له، فأفاء الله عليه. فقال
لأصحابه: (هل تفقدون من أحد؟) قالوا: نعم فلاناً وفلاناً وفلاناً. ثم قال: (هل
تفقدون من أحد؟)، قالوا: نعم. فلاناً وفلاناً وفلاناً. ثم قال: (هل تفقدون من
أحد؟)، فقالوا: لا. قال: (لكني أفقد جليبيباً)، فطلبوه، فوجدوه إلى جنب سبعة قد
قتلهم ثم قتلوه. فأتى النبي a
فوقف عليه، ثم قال: (قتل سبعة ثم قتلوه. هذا مني وأنا منه. هذا مني وأنا منه)، ثم
وضعه على ساعديه، ليس له سرير إلا ساعدا النبي a، ثم حفر له، ووضع في قبره[2].