responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 318

فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (آل عمران:159)

وقد كان a كما وصفه ربه سهلا لينا يسيرا ما غضب لنفسه قط، ولا ضاق صدره بضعفهم البشري.. بل كان يقول لهم كل حين: (إنما ‌أنا لكم مثل الوالد لولده)[1]

لقد تمكن من أعدائه الذين صبوا عليه وأصحابه جميع أنواع العذاب، وسلبوا أموالهم، وديارهم، وأجلوهم عن بلادهم، لكنه a قابل كل تلك الإساءات بالعفو والصفح والحلم قائلاً: (يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟)، قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال a: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)

لقد أنزل الله عليه:﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ (النحل:126)، فاختار أن يعفو عنهم ويصبر على ما كان منهم، وأن لا يعاقب فقال: (نصبر ولا نعاقب)

قلت: إني مررت بقوم حدثوني بأحاديث كثيرة يروونها عن محمد.. فهل تراك مثلهم، أم تراك تكتفي بالقرآن؟

نظر إلي بغضب، وقال: ضل من قال هذا.. وضل من فعل هذا.. إن محمدا a هو التطبيق العملي للقرآن الكريم، وهو التفسير الحسي لمعانيه.. ومن لم يقرأ تفسير القرآن الكريم من أقوال محمد a وسلوكه ظل جاهلا بالقرآن، ولو قرأ جميع تفاسير الدنيا.

قلت: فحدثني مثلما حدثتهم.

قال: عن أي شيء تريد أن أحدثك؟

قلت: لقد كنت تحدثني عن مظهر من مظاهر رحمته، وهو عفوه عند المقدرة.

قال: لقد حدث بعض الصحابة أنه غزا مع رسول الله a، فلما قفل معه أدركتهم القائلة


[1] رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست