ومثل ذلك ذكر تقنيات الزراعة الناجحة
المرتبطة بالبيئات الجافة[1]، فقال تعالى:﴿ وَاضْرِبْ
لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ
وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً﴾ (الكهف:32)
قلت: فما الدنيا التي حذروا منها؟
قال: هي الهمم الدنية.. هي همة ذلك
المخترع الذي لا يبالي بمن يسقط من الضحايا في سبيل ما يكسبه من مال أو جاه أو
مناصب..
هي همة ذلك الذي يسخر العلم من أجل
الفتنة والفساد والانحراف..
هي تلك الهمم الكثيرة التي جعلت من العلم
وسيلة من وسائل الرزق ـ أي رزق ـ لا تلك المعارف التي شرف بها الإنسان ليعرف بها
حقائق الوجود، ويتعامل معها وفق ما تتطلبها.
***
بعد أن تفرغ الباقر لي في تلك الأيام
الأربعة.. وبعد أن أحسست بتشوق عظيم للتعرف على العلوم التي جاء بها محمد a.. طلبت من الباقر أن يدلني على مدرسة
أتعلم فيها تلك العلوم.. فأرشدني إلى القرآن الكريم والسنة المطهرة.. فبقيت في
رحابهما أربع سنوات لا هم لي إلا تعلم العلوم التي ورثها الورثة عن رسول الله a..
بعد تلك السنوات علمت علم اليقين أن
الأمة الوحيدة التي استفادت كل علومها من نبيها هي أمة الإسلام..
حتى اللغة التي تكلم بها نبيها لا زالت
هي اللغة التي تدرس.. بل إن نحوها وصرفها وبلاغتها لم تستفدها إلا من نبيها a..
[1] انظر التفاصيل المرتبطة بهذا في رسالة (معجزات علمية) من
هذه السلسلة.