المخاوف والأساطير، وكانوا يخشون أنهم لو
فشلوا في ممارسة السحر والطقوس والترانيم الوثنية في اتصالهم بالكون سيباغتون
بانقلاب في نظام الطبيعة كله.
وفي ذلك الوقت الذي كانوا يفسرون فيه
الكون تفسيرًا خرافيًّا عجيبًا: فمنهم من يفسر حركة الكسوف والخسوف بأن وحشًا
ضخمًا قد قضم الشمس أو القمر.. ومنهم من يقول بأن الأرض محمولة على قرن ثور، وأن
حركة المد والجزر ليست سوى أثر من آثار شهيق الثور وزفيره.. ومنهم من جزم بأن
السماء (قبة) من نحاس، وأن من يزعم غير ذلك فهو ملحد مهرطق يجب قتله، ولم يكن
العرب استثناء من هذه الأساطير والأوهام فيما يتعلق بالكون. فقد كانوا ملفوفين في
ظلمة التنجيم والتكهن والتطير، وخرافات الهامة، وصفر، والغراب الأسود، كما قال
شاعرهم:
يا
عبل كم يشجى فؤاد بالنوى ويروعني صوت الغراب الأسود
في ذلك الوقت كان محمد a يقرأ من آيات القرآن ما يوضح به الحقائق
التي لم تصل إليها البشرية إلا بعد أن اخترعت من الأجهزة ما ظلت تلهث طوال عمرها
في البحث عنه[1].
إن كل كلمة في هذه الآية تحمل من الحقائق
ما بذلت البشرية من أجله سنون طوالا وأسفارا ضخمة لأجل الوصول إلى بعض الحقائق
التي تنص عليها هذه الآية الكريمة.
من الحقائق التي تشير إليها هذه الآية مثلا حقيقة البداية
الأولى للكون.. فقد كانت البشرية منذ أطوارها الأولى تتساءل عن بداية الكون، وعن
كيفية حصول ذلك.. وكيف كان شكله حين بدأ؟ ومتى بدأ؟ وإلى أين يسير؟
[1] انظر التفاصيل المثبتة لهذا في رسالة (معجزات علمية) من هذه
السلسلة.