responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 169

(اللهم لك ركعتُ وبك آمنتُ ولك أسلمتُ، أنت ربي، خشع سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وما استقَلَّتْ به قدمي لله رب العالمين)[1]

وحين كان يقول وهو مستلق على فراشه ليؤدي ما أمر به من النوم حفاظا على طاقات جسده: (اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة، واجعلهن من آخر كلامك، قال: فرددتهن لأستذكرهن فقلت: آمنت برسولك الذي أرسلت. قال: لا، وبنبيك الذي أرسلت)[2]

قلت: إن ما ذكرته من ارتباط الكمال الإنساني بالخضوع المطلق قد لا يسلم لك، فالكامل ـ في منطق البشر ـ هو من تحرر لا من خضع.

نظر إلى السماء بعين ممتلئة دموعا كان يحاول دفعها بكل جهده، ثم أنشد بلحن عذب:

شرف النفوس دخولها في رقهم.. والعبد يحوي الفخر بالتمليك

قلت: ما تقصد؟

قال: أرأيت لو أوقفك ملك الملوك ببابه، وأذن لك كل حين بزيارته، والحديث معه، وأنت مع كل ذلك تتمتع بفضله وبره وإحسانه ولطفه لا ينقصك شيء من كل ذلك.. ثم قال لك محذرا: إياك أن ترغب عني إلى غيري ممن لا يزيدك إلا ألما وشقاء وعناء.. أكان في قوله هذا ما يضر بحقيقتك وحريتك؟

قلت: ما دمت أجد كل حاجاتي عنده، وما دامت كل لطائفي تغذى ببره، فمن الغبن أن أنصرف عنه إلى سواه.


[1] رواه أحمد وابن حِبَّان وابن خُزَيمة.

[2] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست