ومنها ما ورد في الحديث أن النبي a كان إذا فرغ من طعامه قال: (الحمد
لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين)[2]
ومنها ما روي أن النبي a كان
إذا قرب إليه طعامه يقول (بسم الله)، وإذا فرغ من طعامه قال (اللهم أطعمت وسقيت
وأغنيت وأقنيت وهديت واجتبيت فلك الحمد على ما أعطيت)[3]
ومنها ما روي أنه a كان إذا رفع مائدته قال: (الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير
مكفي ولا مودع ولا مستغني عنه ربنا)[4]
قال جعفر: فما سر هذه الأذكار؟
قال الصبي: من حجبه عن الله طعامه لم يزده أكله إلا بعدا.. ومن
لم ينس الله وهو يمارس ما تتطلبه حياته الطينية من مطالب لم يزدد من الله إلا
قربا.
قال جعفر: ما سر قوله a في الحديث الذي ذكرته: (الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير
مكفي ولا مودع ولا مستغني عنه ربنا؟
قال الصبي: إن نبينا a يقول لربه ـ بعد أن أنهى أكله ـ: (يا رب.. أما الطعام، فقد
انتهيت منه، واكتفيت، ولم أعد بحاجة إليه.. أما أنت يارب.. فإن حاجاتي إليك لا
تنتهي)
قال جعفر: فما هي هذه الحاجات؟
قال الصبي: أهل الله لا يطلبون من الله إلا الله.. فالله هو غاية
مطالبهم.. ومن كان الله