responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362

وَلِيّاً وَلا نَصِيراً﴾ (النساء:123)

التفت الحكيم إلى نيقتاس، وقال: أأزيدك أم تكتفي بهذا؟

سكت نيقتاس، فقال الحكيم: دعنا من عنصرية الكتاب المقدس، ولننتقل إلى عنصرية الحضارة التي تفخرون بها على الإسلام.. حضارة الرجل الأبيض.

لا شك أنك تعلم أن من أهم الأفكار التى شاعت في الحضارة الغربية[1] منذ بدايتها ما يمكن تسميته (الفكر العنصري) أو العرْقي، وهو فكر ينطلق من أن البشر جميعاً مادة، ولذا فالاختلافات بينهم مادية، كامنة في خصائصهم العرْقية والتشريحية، وأن البشر مادة بشرية يمكن أن تُوظَّف فتكون نافعة ويمكن أن لا يكون لها نفع.

ومن هنا تَبرُز ـ في تصورهم ـ أهمية الاختلافات العرْقية (لون الجلد ـ حجم الرأس.. وغيرها) كمعيار للتفرقة بين البشر، والخصائص الحضارية ورقي شعب ما وتَخلُّفه هو نتيجة صفاته العرْقية والتشريحية، ومن ثم فتقدُّم أو تَخلُّف شعب مسألة عرْقية متوارثة.

وانطلاقا من هذا التصور العنصري طبَّق منظروا العرْقية هذه النظريات على شعوب أوربا وأقلياتها، فاتجه الألمان إلى وضع الآريين، وخصوصاً التيوتون، على رأس الهرم، كما نجد الإنجليز يضعون العنصر الأنجلو ساكسوني (الإنجليزي الأمريكي) عند هذه القمة، ومن السلاف من فعل ذلك.. وعلى أية حال، فإن الشعوب البيضاء (الشقراء) في الشمال تجيء على القمة، أما الشعوب الداكنة في الجنوب (الإيطاليون واليونانيون) فكانت توضع في منتصف الهرم، وفي قاعدة الهرم كان يوضع الغجر واليهود.

هذا داخل أوروبا.. أما خارجها، فالشعوب الملونة خارج أوربا هي شعوب متخلفة حضارياً وعرْقياً، على حين أن الرجل الأبيض متقدم متحضر، الأمر الذي يضع على الإنسان


[1] انظر: الموسوعة اليهودية للمسيري.

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست