responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 359

قال الحكيم: ولهذا، فإن الإحسان بصورة من الصور إذا جر إلى مضرة كان الأولى تركه إلى صورة أخرى من الإحسان.. قد تكون قاسية ولكن منفعتها أعظم.

قال نيقتاس: فأنت تبرر إذن بعض القسوة التي قد يتعامل بها المسلم مع المخالف؟

قال الحكيم: هي قسوة منطلقة من رحمة.. وهو بغض مدده محبة.

الانفتاح الإنساني:

قال رجل من الجمع: لقد عرفنا مدى انفتاح المسلمين الديني.. وعرفنا أن ذلك ميراث ورثوه من نبيهم.. فحدثنا عن الانفتاح الإنساني.

قال الحكيم: قبل أن أحدثكم عن الانفتاح الإنساني أطلب من السيد الفاضل نيقتاس البيزنطي أن يقرأ لنا ما ذكرته الأناجيل من خير المرأة الكنعانية مع المسيح.

قال نيقتاس: أحفظ ذلك النص عن ظهر قلب.. ويسرني أن تستمع له لترى رحمة المسيح، وتفتحه على كل شعوب الأرض حتى ولو لم يكونوا من بني إسرائيل.

استجمع نيقتاس كل ما لديه من مشاعر ومن قدرات تأثيرية، وراح يقرأ بخشوع:(ثم غادر يسوع تلك المنطقة، وذهب إلى نواحي صور وصيدا، فإذا امرأة كنعانية من تلك النواحي، قد تقدمت إليه صارخة: (ارحمني ياسيد، ياابن داود! ابنتي معذبة جدا، يسكنها شيطان) لكنه لم يجبها بكلمة، فجاء تلاميذه يلحون عليه قائلين:(اقض لها حاجتها. فهي تصرخ في إثرنا!)، فأجاب: (ما أرسلت إلا إلى الخراف الضالة، إلى بيت إسرائيل!)، ولكن المرأة اقتربت إليه، وسجدت له، وقالت: (أعني ياسيد!)، فأجاب: (ليس من الصواب أن يؤخذ خبز البنين ويطرح لجراء الكلاب!)، فقالت: (صحيح ياسيد؛ ولكن جراء الكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أصحابها!)(متى 15: 23 ـ 27)

لاحظ نيقتاس بعض التقزز في نفوس الجمع، فقال: اصبروا.. ولا تستعجلوا، فإن

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست