responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 340

سابعا ـ انطواء

في مساء اليوم السابع.. وفي دار الندوة الجديدة.. دخل (نيقتاس البيزنطي)[1]..

قاطعت الغريب قائلا ـ وقد كاد يغلبني الضحك ـ: نيقتاس البيزنطي..!؟

التفت إلي الغريب مبتسما، وقال: أجل.. هذا اسمه الذي سماه به أبوه.. وهو حريص عليه أكثر من حرصه على كل شيء.. بل إنه يرفض أن يجيب من يناديه (نيقتاس) إلا بعد أن


[1] أشير به إلى (نيقتاس البيزنطي)، وهو من الكُتّاب البيزنطيين الذين عاشوا في القرن الثالث الهجري ـ التاسع الميلادي.

وقد كتب كتاباً زعم أنه دحضٌ للقرآن الكريم، ذلك أن الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثالث ( 227 ـ 254 / 842 ـ 867) تلقى مقالتين من بعض العلماء المسلمين تفندان مقولة الأقانيم الثلاثة.

فكلَّفَ الإمبراطور نيقتاس بالرد عليهما، فقام نيقتاس بتأليف رده الذي وصفه بأنه (دحض لكتاب محمد المزوَّر)، ولم يكن نيقتاس متضلعاً في اللغة العربية، فقام باستعراض سور القرآن من سورة البقرة إلى سورة الكهف، وكل سورة يسميها الأسطورة المحمدية رقم كذا ـ مثلما هو رقمها في القرآن ـ ثم يذكر اسمها.

وأصدر حكمه الباطل بأن القرآن يصوّر الله ـ جل وعلا ـ على شكل كروي كامل، أو على شكل مطرقة معدنية مطروقة في السماء.

ثم أخذ يسخر من المسلمين على مناصرتهم لهذا التصور المادي ـ بزعمه ـ وقال بأن محمداً قاد المسلمين ليعبدوا في مكة وثناً مصنوعاً على غرار أفروديت ـ معبودة الحب والجمال عند الإغريق ـ وأنه جعل الشيطان رباً للخلق، وظل يؤكد على أن دين محمد a دين وثني وأن أتباعه مجرد جماعة من الوثنيين.

وكان في كل سورة يتحدث عنها يوجه السب والشتم إلى النبي a زاعماً أنه هو الذي وضع القرآن وشحنه بالأساطير، وأنه أمر أتباعه بقتل من يجعل شريكاً في جانب الله، ولذلك وقع معظم ذلك القتل على المسيحيين الذين يعبدون المسيح ابن الله ـ بزعمه ـ

وأخذ نيقتاس يحاول تفنيد بعض نصوص القرآن وقصصه عن طريق مقارنتها بنصوص العهدين القديم والجديد.

وقد كان لبعض آراء نيقتاس الزائفة أثرها في الدولة البيزنطية حتى أن أحد رجال الدين ألف رسالة في زمن الإمبراطور مانويل كومنين ( 549ـ585هـ/ 1143ـ1180م ) يشجب فيها الدين الإسلامي وفيها يلعن مصنفها (الرب الذي يعبده محمد a ) وقدَّم تلك الرسالة للإمبراطور الذي أراد شطب هذه العبارة المقيتة محتجاً بأن الرب الذي يعبده محمد a إنما هو الأب الذي يعبده النصارى فأصَّر رجال الدين على أن الذي يعبده محمد a إنما هو إله غير إله المسيحيين، وقد بقيت هذه العقيدة الزائفة حية حتى اعتنقها وقال بها فرانكلين جراهام وجيري فاينز وغيرهما.

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست