responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 218

يجعل لحزبه صوتا محترما مسموعا.

لكن أعضاء حزبه الذين تعلموا منه فنون الخداع والحيلة ارتدوا عليه، فصار في ذيل الحزب بعد أن كان رأسه المدبر.. ولم يرضه هذا، فاستقال منه، وانصرف إلى الكنيسة.

ولكن الخصال التي تولدت عنده من طول صحبته لرجال السيرك عادت فسيطرت عليه من جديد، فأخذ يتقرب من رجال السياسة بما يحبون أن يتقرب به البشر إليهم.. فقربوه إليهم كما لم يقربوا قبله أي رجل دين.

وقد بدأت علاقة أخي به بسبب هذه الصحبة.. فكلاهما يحب المناصب الرفيعة.. وكلاهما ينبهر بالعروش.. سواء عروش السلطة الدنيوية، أو عروش السلطة الدينية.. وكلاهما يتقن من فنون التكتيك ما يستطيع أن يحقق به كل ما يشتهي من مآرب.

لكنه عاد في ذلك المساء بغير ما كانت الجماعة تتوقع منه.. فقد جاء على غير العادة كالح الوجه مصفر الشفتين.. وكأنه كان يخوض غمار حرب من غير أن يحمل معه أي سلاح.

ابتدرته الجماعة قائلة: ما الذي فعلت!؟.. ما نسبة نجاحك!؟.. هل هناك نتائج إيجابية!؟

تفرس في وجوههم ـ كعادته ـ قبل أن ينطق بأي كلمة، ثم قال: لا شك أنكم تسمعون بما يسمى الكر والفر.. فإن لم تكونوا قد سمعتم به من قبل، فهو أسلوب من أخطر أساليب الحروب وأكثرها نفعا.. وقد مارسه المسلمون في جميع حروبهم.

قال رجل منا: فهل مارست اليوم هذا الأسلوب؟

قال فرانكلين: أجل.. لقد مارسته كما لم أمارسه طول حياتي.. وهم الآن في كمين.. ويوشك أن ننتصر عليهم.

قال الرجل: ما دمت تحمل هذه البشرى.. فلم نراك ذابلا ممتلئا بالمخافة؟

قال فرانكلين: المعركة صعبة.. وأسلوب الكر والفر أصعب أنواعها..

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست