نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 498
إلى المواصفات الأمريكية، واتجهت إلى القبلة التي تفرضها بورصة
هوليوود ويحكمها الدولار.
ولو أن أفلاطون بعث اليوم حيا لأنكر ما يرى و ما يسمع و لسحب
كلامه و حل جمهوريته، وفضل عليها بيع الخضار في الأسواق. فلم تعد هناك علاقة بين
الموسيقى وتنمية الذوق، ولا بين الرياضة وتنمية الأخلاق الحميدة.
قلت: ألا ترى أنك تبالغ في تشاؤمك من هذه
الحضارة؟
قال: لست وحدي في ذلك.. كل العقلاء لديهم
تشاؤم كبير من هذه الحضارة التي تريد أن تمحو آخر رسم للإنسان..
لعلك تعرف (الدكتور ألكسيس كاريل)
قلت: أجل.. وكيف لا أعرفه.
قال: لقد كان صديقا لي.. وقد وضع يده على
الأسباب الحقيقية لهذا الضياع.. فقد قال: (إن الحضارة العصرية تجد نفسها فى موقف صعب، لأنها لا تلائمنا، لقد
أنشئت دون أية معرفة بطيعتنا الحقيقية، إذ أنها تولدت من خيالات الاكتشافات
العلمية، وشهوات الناس، وأوهامهم، ونظرياتهم ورغباتهم. وعلى الرغم من أنها أنشئت
بمجهوداتنا، إلا أنها غير صالحة بالنسبة لحجمنا وشكلنا)[1]
ويقول: (لقد أهمل تأثير المصنع على الحالة الفسيولوجية والعقلية
للعمال إهمالاً تاماً عند تنظيم الحياة الصناعية. إذ أن الصناعة العصرية تنهض على
مبدأ: الحد الأقصى من الإنتاج بأقل قدر من التكاليف، حتى يستطيع فرد أو مجموعة من
الأفراد أن يحصلوا على أكبر مبلغ مستطاع من المال.. وقد اتسع نطاقها دون أى تفكير
فى طبيعة البشر الذين يديرون الآلات،