نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 496
الأمريكية في العقود الأخيرة.
وإذا كان هنتنجتون يتحدث في كتابه المشبوه عن ثماني حضارات في
العالم الآن، فإنه ركز على حتمية الصدام بين الحضارة الغربية والحضارة
الإســـلامية، وهو صراع قائم ـ حسب زعمه ـ وسيصبح أكثر خطرا على الحضارة الغربية،
أما الصراع بين الحضارات الأخرى والحضارة الغربية فهو ضعيف ولا يستحق الاكتراث[1].
قلت: أهذا هو صراع الحضارة الغربية؟
قال: هذا بعض صراعها.. وهي لا تكف عن
الصراع.. فجميع إنتاج هذه الحضارة ينطلق من الصراع، وينتهي به.. أفلامها.. ألعابها.. موسيقاها..
نظر إلى الأفق البعيد، ثم قال[2]: حينما
نادى أفلاطون في جمهوريته المثالية منذ ألوف السنين بتربية النشء على حب الموسيقى
والرياضة وجعل من الموسيقى والرياضة حصصا ثابتة في منهج الطالب، كان صاحب فلسفة
وكانت له وجهة نظر، فالموسيقى هي الوسيلة لتربية الذوق وتنمية الحس الجمالي،
والرياضة هي الوسيلة لكمال الجسد وتنمية الشجاعة والخلق الكريم.
وقد عشنا ورأينا ألوانا من الموسيقى الرفيعة تربي الحس الجمالي
وترفع الذوق.. كما رأينا على أيامنا ما تفعله الرياضة في كمال الأجسام وفي كمال
الأخلاق.. ولكن يبدو أن العصر اختلف.. والموسيقى اختلفت.. والرياضة اختلفت..
لقد أصبحنا نقرأ عن مباراة عالمية في دور تشستر يسقط فيها عشرات
القتلى ويتقاتل فيها المشجعون بالسكاكين والعصي والزجاجات الفارغة، ورأينا معارك
أشد في مباراة عالمية أخرى في إيطاليا وثالثة في الدنمارك وتحول الملعب الرياضي
إلى مسرح جرائم.
[1] انظر: الموسوعة اليهودية
للمسيري، وكتاباته الأخرى.
[2] من سواح في دنيا الله
لمصطفى محمود، ببعض التصرف.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 496