نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 482
قلت: لقد كنت مشتاقا للقائك لأسألك عن سر ذلك التفاني الذي
أبديته تجاه حضارة المسلمين.
قال: يسرني أن أجد من يسمعني.. فأنا لا أبشر
إلا بذلك.
قلت: فهل وضعت مقاييس تميز بها الحضارات؟
قال: لم أضع أنا.. ولكن الحقائق الأزلية
التي وردت في القرآن.. والتي تنطق بها العقول التي لا تزال عقولا هي التي وضعت تلك
المقاييس.
قلت: فهل هما مقياسان؟
قال: أجل.. ولكنهما يؤولان إلى واحد.
قلت: ما هما؟
قال: الفطرة والسلام.. وكلاهما يؤول إلى
الفظرة، وكلاهما يؤول إلى السلام.
قلت: لم أفهم هذه الألغاز.
قال: لقد نطق القرآن ـ كتاب الحقائق الأكبر
ـ فقال على لسان موسى عندما سأله فرعون عن الله:﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ
شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ (طـه:50)
فالله جعل لكل شيء برنامجا يسير عليه.. وهذا البرنامج هو
الفطرة.. والخروج عنها هو الشذوذ.
والشذوذ هو نوع من الصراع.. ولكنه صراع مع الداخل.
وأما السلام.. فهو الفطرة التي تحكم العلاقات بين الكائنات..
وهي التوافق والتكامل والانسجام.. فإذا خرج عنها كان صراعا.. وكان في نفس الوقت
شذوذا.
قلت: فهمت قصدك.. أنت تريد أن تقول بأن الفطرة هي سلام الداخل،
والسلام هو فطرة الخارج.
قال: أجل.. وقد طبقت هذه المقاييس على جميع
أنواع الحضارات.. فلم أجد حضارة
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 482