نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 48
يقول الدكتور غوستاف لوبون في كتابه
المعروف (حضارة العرب): (ولقد أكرهت مصر على انتحال المسيحية، ولكنها هبطت بذلك
إلى حضيض الانحطاط الذي لم ينتشلها منه سوى الفتح العربي، وكان البؤس والشقاء مما
كانت تعانيه مصر التي كانت مسرحاً للاختلافات الدينية الكثيرة في ذلك الزمن، وكان
أهل مصر يقتتلون ويتلاعنون بفعل تلك الاختلافات، وكانت مصر التي أكلتها الانقسامات
الدينية، وأنهكها استبداد الحكام تحقد أشد الحقد على سادتها الروم، وتنتظر ساعة
تحريرها من براثن قياصرة القسطنطينية الظالمين)[1]
وفوق هذا، فقد اتخذها الروم مصر شاة
حلوباً يستنزفون مواردها، ويمتصون دماءها، يقول ألفرد: (إن الروم كانوا يجبون من
مصر جزية على النفوس وضرائب أخرى كثيرة العدد.. مما لاشك فيه أن ضرائب الروم كانت
فوق الطاقة، وكانت تجري بين الناس على غير عدل)
وهكذا اجتمع لمصر من الاضطهاد الديني،
والاستبداد السياسي والاستغلال الاقتصادي ما شغلها بنفسها، وكدر عليها صفو حياتها،
وألهاها عن كل مكرمة.
***
أشار (توماس) إلى بقعة أخرى في خارطة العالم القديم، وقال: هذه
هي أوروبا، وهذه بالتحديد أقاليمها الشمالية الغربية.
قلت: أوروبا بلد الحضارة الراقية والطبيعة الفاتنة.. إنها
بلادنا التي غذونا من لبانها.
قال: لقد كانت ـ في ذلك الحين ـ تتسكع في ظلام الجهل المطبق،
والأمية الفاشية، والحروب الدامية.. يقول (Robert Briffault): (لقد
أطبق على أوربا ليل حالك من القرن