نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 478
قلت: حضارتنا الغربية التي نشرت العلوم والفنون.. وأحيت من
الحياة ما كان خاملا.. ألست ترى ناطحات السحاب.. والمركبات التي تزور الأفلاك..
وصناديق الانتخابات التي تتجول على الرعايا لتعطيهم ما يريدون؟
قال بألم شديد، وهو شارد الذهب: نعم [1]..
الإنسان.. السوبرمان.. أو السوبر شيطان.. مشى على القمر، وأرسل السفن إلى المريخ
والزهرة وأورانوس والمشتري.. وأرسل الكاميرات الفلكية إلى ما وراء الشمس.. وأرسل
المجسات الفضائية تقيس الأشعات الخفية في أرجاء الكون.. وزرع الأرض بالميكنة..
وضاعف المحصولات بالهندسة الوراثية.. واستولد الجديد المبتكر من الفواكه والثمار،
واخترع السيارة والقطار والطائرة والصاروخ والتليفزيون والفاكس.. واخترع الحاسبات
والذاكرة الكمبيوترية المذهلة وصنع الأعاجيب في الطب والجراحة.
زرع قلوب الموتى في الأحياء.. وزرع الشعر والجلد والكبد والكلية
والأمعاء والرئتين.. وزرع أجهزة السمع والبصر في الدماغ.. قضى على الجدري.. وأوشك
أن يقضي على التيفود والتيفوس وشلل الأطفال والجذام..
وامتد بصره عن طريق المناظير الفلكية العملاقة، فأصبح يرى شموسا
على بعد 15 مليون سنة ضوئية.. واخترق بصره العالم الأصغر عن طريق المجهر، فأصبح
يرى الميكروبات والفيروسات.. وامتد سمعه إلى ما وراء المجرات.. فالتقط ضوضاء
الانفجار الذي بدأ به الكون.
أما قوة ذراعه فقد تعملقت إلى روافع وصواريخ وقنابل ذرية
وهيدروجينية وتحولت إلى قوة تدميرية هائلة..
[1] الكلام التالي لهذا منقول
من (سواح في دنيا الله)، لمصطفى محمود.. ببعض التصرف.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 478