نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 449
عن أغلال الرهبانية وشطط الكنيسة.
والآخر مانع التعصب والعداوة الحاقدة للإسلام وحضارته تلك التى
عمقتها الحروب الصليبية.
وكان المانع أقوى من الدافع، فخرجت أوربا من ذلك التناقض النفسى
بالبحث عن وسيلة تتيح لها الخلاص من براثن السلطة الكهنوتية الطاغية دون أن تتخلى
عن تعصبها وعداوتها للإسلام وأهله ولم تكن تلك الوسيلة سوى عملية (اجترار الماضى)
ببعث تراثها الوثنى الإغريقى والالتصاق به لاسيما جوانبه الشهوانية البهيمية.
قلت: لقد كان للكنيسة بعض سلطة في ذلك الحين.. فكيف لم تثر
عليه؟
قال: نعم.. لقد أزعج هذا التوجه الكنيسة.. ولكنه
ـ مع ذلك ـ كان أفضل لديها من إقبال أتباعها على الإسلام.
لقد حاولت جهدها أن تسير الموجة لصالحها، وتسيطر على الوضع بحيث
تبقى عقائدها وتصوراتها تصبغ الأدب، وتظل بصماتها بارزة فى فنه المنحوت والمرسوم،
ولكن عوامل التحرر والانطلاق كانت أقوى من حواجزها، واستطاع عصر النهضة أن يخطو
خطوات كبيرة وجريئة للوصول إلى علمانية كاملة للأدب والفن عليها قام الأدب
العلمانى الحديث وارتكز[1].
قلت: أراك تتكلم عن هذا النوع من الفن باعتباره جاهلية.. ولكني
بحسب ما أعلم هو الفن الذي تولى التعبير عن العواطف الإنسانية العامة.. وربطه
بالمبادئ الأخلاقية، ووظفه لخدمة الغايات التعليمية واحترام التقاليد الاجتماعية
السائدة.
قال: هذا ما يقال.. وفيه بعض الحقيقة.. وفيه
كثير من الباطل.. سأذكر لك بعض