لقد اتجه علماء الفلك المسلمين ـ منطلقين من اهتمام القرآن
بالكون ـ نحو مظاهر الكون وعلاقاتها وأسبابها ومسبباتها، فربطوا حركة المد والجزر
بحركة القمر، وطبقوا حساب المثلثات على الأرصاد الفلكية، وقاسوا أجرام الشمس
والقمر والنجوم بطرق هندسية حسابية قريبة من الحقيقة، وقاسوا أبعادها عن الأرض،
وتأسس على أيدهم علم المثلثات الكروية في القرن الرابع الهجري مما أدى إلى تسهيل
حساب المسافات بين الأمكنة على الأرض، كما قاسوا محيط الأرض بأمر الخليفة المأمون
بطريقة مبتكرة فبلغ ( 41248 كم)، وتمكن البتَّاني (القرن الرابع) من حساب السنة
بمقدار 365 يوماً وخمس ساعات و46 دقيقة و24 ثانية، والفرق بين تقديره والتقدير
الحالي دقيقتان واثنان وعشرون ثانية.
واعتمد المسلمون على الرصد الفلكي المستمر من مراصدهم الممتدة
من مراغة وسمرقند إلى اشبيلية.. وطوروا آلات الرصد من الاسطرلابات والمناظير
المتنوعة، وعرفوا أن الأرض تدور حول الشمس منذ القرن الثامن الهجري على يد ابن
الشاطر الدمشقي، ووضعوا الجداول الرياضية (التقاويم) مستندين على علم الأزياج..
وكان أبرز علماء الفلك المسلمين ينكرون التنجم ـ الذي يعني أثر
النجوم في حياة الإنسان ـ كالخوارزمي والفرغاني والبيروني، وهذا من أثر العقيدة
الإسلامية عليهم.
وقد مهد علماء الفلك المسلمين للنهضة العلمية الأوروبية حيث لا
زالت مصطلحاتهم تستعمل في علم الفلك المعاصر، وقد أحصيتها بـ 160 مصطلحا وكلمة.
واهتم المسلمون بالرياضيات، فابتكر العالم المسلم أبو الحسن علي
الاقليدسي (القرن الرابع الهجري) نظام الكسر العشري في الحساب، مما كان له أثر
كبير في تقدم الحساب وفي
[1] المعلومات العلمية
الواردة هنا مقتبسة من محال مختلفة من كتابات (أنور الجندي)
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 430