قالت: لأنها كالدجال لا ترى إلا بعين واحدة.. فجميع نظريات العلوم
الإنسانية التي تتضمنها المناهج الدراسية الحديثة نظريات مغلوطة وناقصة وقائمة على
المفهوم المادي الذي لا يؤمن بالأديان المنزلة، ولا بالقيم الأخلاقية المرتبطة
بالدين.
وهي تقوم في مجموعها على مفهوم زائف وباطل هو أن البيئة هي التي
تخلق تراثها، وهي التي يرجع إليها الفضل في تنشئة الفرد وتوجيهه والإشراف على
سلوكه.
ومعنى هذا إنكار الدور الذي يقوم به الدين في تكوين الأفراد
وتجاهل وجود الدين كلية أو اعتباره قد خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها، على
حد تعبير دوركايم.
لقد عمد دوركايم (بوضعه أبرز منظري علم الاجتماع) إلى إقامة
منهج التشكيك في القيم والمثل والعقائد والأخلاق من منطلق مفهوم قوامه أن كل
الظاهر نسبية متغيرة متبدلة، لا تثبت على حال ولا تستقر على وضع لأنها في كل يوم
يتبدل الحال بحال.
ليس هذا خاصا بعلم الاجتماع.. بل صار هذا قاعدة مضطردة في كل
مجالات دراسات الاجتماع والنفس والأخلاق وتاريخ الأديان.
قلت: ولكن العلوم التي نشرتها هذه الحضارة ليست هي العلوم
الإنسانية وحدها.. بل هناك علوم كثيرة نشأ عنها هذا الترف الذي يعيشه أهل هذا
العصر.
قالت: بما أن العلوم الإنسانية هي الأساس
الفكري الذي يملأ عقول المكتشفين والمخترعين، فإنهم راحوا بما أملى عليهم أولئك
الدجالون يسخرون سلاح العلم ليقتلوا به الإنسان، ويدمروا به الأكوان..
[1]انظر: تجاوزات العلوم
الاجتماعية والإنسانية لمفهوم الفطرة والعلم، أنور الجندي.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 409