واستطاع أن يثبت أن التوراة قد عينت أماكن بأسماء لم (توضع لها
إلا بعد موسى بقرون عديدة)[2]
وفي إنجلترا طور جيبون النقد التاريخي للمسيحية في كتابه (سقوط
الإمبراطورية الرومانية واضمحلالها).. أما هليوم فقد ابتدع مذهب الشك المطلق الذي
كان ثورة نفسية على الإيمان المطلق طوال القرون الماضية.
كما استطاع (باسكال) أن يوجه نقده إلى عقيدة الخطيئة قائلاً: (لا
شيء يزحم العقل الإنساني بالألم كعقيدة الخطيئة الأصلية، وأنه ليبدو أبعد ما يكون
عن العقل أن يعاقب إنسان من أجل خطيئة اقترفها أحد أسلافه منذ أربعة آلاف سنة)
أما (جون لوك)، فقد خطا خطوة أبعد من ديكارت بأن طالب بإخضاع
الوحي للعقل عند التعارض قائلاً: (من استبعد العقل ليفسح للوحي مجالاً، فقد أطفأ
نور كليهما وكان مثله كمثل من يقنع إنساناً بأن يفقأ عينيه ويستعيض عنهما بنور
خافت يتلقاه بواسطة المرقب من نجم سحيق)
كما دعا إلى تطبيق مبدأ جديد على الحياة الأوربية آنذاك، وهو
مبدأ التسامح الديني وإعطاء الحق لكل إنسان في أن يعتنق ما يشاء ويكفر بما يشاء من
الأديان والمذاهب.
قلت: فكيف سكتت الكنيسة على هؤلاء؟
قالت: لقد ظل صوتهم خافتاً أمام بطش محاكم التفتيش، وضغط
المجتمع الذي كان يدين بالمسيحية ويراها جزءاً من كيانه.. ولذلك لم يحرقوا.. ولكن
تراثهم مع ذلك تعرض للحرق والمصادرة كما تعرضوا شخصياً للإيذاء والمضايقة من قبل
الكنيسة.. إلى أن تفجر