نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 386
ثامنا ـ علوم
في اليوم الثامن من تلك الأيام
العشرة المباركة.. التقيت المستشرقة التي قطفت على يدها ثمرة (العلوم)من شجرة
النبوة..
وهي الثمرة التي عرفت بها سر كون
أول آيات القرآن تبدأ بقوله تعالى:﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي
خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ
(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)﴾ (العلق)
فهذه الآيات الكريمة ـ التي هي
أول ما نزل من القرآن الكريم ـ لا تشير إلى أهمية العلم فقط.. وإنما تشير أكثر من
ذلك إلى ارتباط العلم بالله وبالدين وبالخلق..
وقد عرفت منها أن انفصال العلم
من الدين.. وانفصاله ـ من ثم عن الخلق ـ سيكون وبالا عظيما على العالم.. وعلى
البشرية.
وعرفت بهذه الثمرة سر ذلك التوبيخ
والعقاب الذي ناله ذلك الرجل الذي سلخ علمه من دينه.. قال تعالى:﴿ وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا
لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ
يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ
الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)﴾ (القصص)
وعرفت بها سرا خطيرا من أسرار
قارون.. فقارون لم يطغه ماله فقط.. وإنما جعله يطغى تلك العلوم التي تميز بها بين
الناس، فراح يقول:﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى
عِلْمٍ عِنْدِي﴾
(القصص:78)
وعرفت بها سر النصوص المقدسة
الكثيرة التي تحذر من فصل العلم عن الدين وعن الخلق.. والتي امتلأ بها القرآن
والسنة.
وعرفت بها سر إلحاح الأولياء
والقديسين من المسلمين على ربط العلم بالخلق
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 386