نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 383
قالت: وكيف عرفت أنه لم يفلح؟
قلت: لقد حكم المسلمون دول كثيرة كان النزاع
بينها شديدا.
قالت: نعم.. لقد وقعت أخطاء كثيرة في هذا الباب.. ولكنها لم تكن
ناتجة عن الاستمداد من الشريعة الإسلامية.. بل كان مصدرها الأهواء والعصبيات..
ولكن مع ذلك.. فإن ما حصل من ذلك لا يساوي شيئا أمام ما يحصل في
هذا العصر..
قلت: كيف ذلك؟
قالت: إن اهتمامنا المتزايد بتفاصيل التاريخ السياسي للمسلمين
هو الذي جعلنا نحمل تلك النظرة القاسية.
قلت: لم أفهم ما الذي تريدين قوله.
قالت: لو جمعنا حالات الاضطراب التي مر بها الحكم السياسي في
جميع التاريخ الإسلامي وقارناه بحالات الاستقرار.. لوجدنا الاضطراب حالات نادرة في
أماكن محدودة في عصور محدودة..
ألا ترى أن الدولة الواحدة في عصرنا تمر في عقد واحد من السنين
بجميع أنواع الحكم.. وكل حكم يحاول أن يلغي من قبله؟
قلت: هذه حقيقة.. ونحن نعيشها.
قالت: ولكن الدول الإسلامية الكبرى التي حكمت بلاد الإسلام
حكمته لقرون طويلة.. ساد فيها الاستقرار فترات طويلة.
نعم.. ربما تكون قد وقعت بعض المظالم.. ولكنها مظالم محصورة
جدا.
قلت: وحاجات المجتمع.
قالت: لقد ذكرت لك أن المجتمع الإسلامي حاول أن يستغني بتكافله
التام عن تغير السياسات والحكام.. وهذا ما ضمن للمجتمع استقرارا أعظم بكثير من
استقرار السياسة.
***
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 383