نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 374
على المجاز فقد شرح هذه العبارة شرحاً وافياً ـ نرى فيه إلى
جانب الاستنباط العجيب الاستمداد الساذج من الداورينية ـ يقول: (منذ مئات عدة من
ألوف السنين … كان يعيش
في مكان ما من الدائرة الاستوائية … عرق من القردة الشبيهة بالبشر بلغت تطوراً
رفيعاً بوجه خاص، وقد أعطانا داروين وصفاً تقريباً لهذه القردة التي قد تكون
أسلافنا.
وقد أخذت هذه القردة – متأثرة بالدرجة الأولى دون شك بنمط – معيشتها الذي يتطلب أن تنجز الأيدي
من أجل التسلق غير وظائف الأرجل – أخذت تفقد عادة الاستعانة بأيديها من أجل
السير على الأرض واتخذت أكثر فأكثر مشية عمودية، وهكذا تم اجتياز الخطوة الحاسمة
لانتقال القرد إلى إنسان)[1]
وإذا كان الاقتصاد بهذه المثابة فلماذا اعتقد الناس أن شيئاً
آخر غيره هو الذي يسير التاريخ وينشئ الأفكار؟ وكيف غابت هذه الحقيقة عنهم حتى
أظهرها فلاسفة الشيوعية؟ يجيب الشيوعيون عن ذلك بسهولة قائلين: لا غرابة في ذلك
فإن الإنسان أصله قرد وظل يجهل هذه الحقيقة ظاناً أن العناية الإلهية هي التي
خلقته حتى عرف ذلك أخيراً.
ويعبر أنجلز عن ذلك قائلا: (ينسى الناس أن الظروف الاقتصادية
لحياتهم هي منشأ الحقوق التي لديهم، مثلما أنهم نسوا أنهم قد نسلوا من عالم
الحيوان)[2]
وانطلاقاً من تأليه الاقتصاد على هذا النحو وانطلاقاً من اعتبار
تاريخ الإنسان هو تاريخ البحث عن الطعام، ومن الانتكاس بالإنسان وجعل معدته هي
العليا وروحه وعقله السفلي جاء في التفسير الاقتصادي للتاريخ.
وهو تفسير يقوم على مبادئ خطيرة فيها هلاك الإنسان ودماره..
وأخطر ما يقوم عليه حتمية الصراع بين المتناقضات، وذلك يعني بالنسبة للمجتمع
البشري الصراع بين الطبقات،