وسر ذلك يرجع إلى أن الشيوعية تبدأ من الإلحاد.. فالشيوعية تصر
على أن لها إلحادها الخاص وهو في نظرها إلحاد (إيجابي).. كما قال (غارودى) الذي
تاب من الشيوعية وولى وجهه قبلة الإسلام.. لقد قال يصف الإلحاد الشيوعي: (أما الإلحاد الماركسي، فهو في جوهره إنسي
(أي إنساني النزعة) منطلقة ليس رفضاً بل هو تأكيد، تأكيد استقلال الإنسان، أما
نتيجته فهي رفض كل محاولة لحرمان الإنسان من قدرته المبدعة والمبدعة لذاتها)
ثم يقول في تفصيل ذلك: (إن ما يميز الإلحاد الماركسي البحت هو
أنه على خلاف سابقيه، لم يكتف باعتبار الدين خديعة فحسب، اصطنعها المستبدون أو
مجرد وهم ولده الجهل بل إن ماركس و أنجلز قد بحثا عن الحاجات الإنسانية التي
تلبيها الأديان بهذه الصورة المخادعة، فوصلا ـ كما يقول ماركس ـ إلى أن الأديان هي
في وقت واحد: انعكاس لشقاء فعلي واحتجاج على هذا الشقاء.. وهذه الحقيقة التاريخية (أن
الدين انعكاس لشقاء فعلي) هي التي يلخصها ماركس في تعبير مقتضب (الدين أفيون
الشعوب))[1]
وجرياً مع المادية الجدلية وتطبيقاً للتفسير الاقتصادي للتاريخ
حول علاقة الفكر بالوجود ترى الشيوعية أن الفكر البشري انعكاس للواقع المادي،
فالمادة هي الأساس الوحيد