نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 369
ليفرض على الناس ـ مقابل لقمة الخبز ـ قدرا من الذل ومن ضياع
الكرامة الإنسانية لا مثيل له فى نوعه ودرجته فى كل النظم التى تزعم أنها نظم
حضارية على مدار التاريخ.
بالإضافة إلى هذا تلك التفرقة الضخمة فى كل جانب من جوانب
الحياة بين أن يكون الإنسان مجرد فرد فى القطيع، وبين أن يكون عضوا فى الحزب ولو
فى أسفل درجاته فضلا على الدرجات العليا.
لقد قال (ميليوفان دجيلاس) نائب الرئيس (تيتو) فى كتاب (الطبقة
الجديدة): (إن الطبقة البيروقراطية الشيوعية
الجديدة صاحبة الامتيازات الضخمة تستخدم جهاز الدولة كستار وأداة لتحقيق مآربها
وأغراضها الخاصة.. وإذا ما عدنا لدراسة الملكية فإننا سنجدها ليست أكثر من حقوق
الربح وحرية السيطرة، وإذا ما اتجه المرء إلى تحديد ربح الطبقة من خلال هذه الحقوق
فى إطار تلك الحرية فإن الشيوعية تتجه فى النهاية إلى خلق شكل جديد من أشكال
الملكية وخلق طبقة حاكمة مستثمرة جديدة)
ويقول: (إن الطغيان الشيوعى والإرهاب فى أساليب الحكم هما
الضمانة لامتيازات طبقة جديدة تبرز على المسرح السياسى.. لقد سبق أن أعلن ستالين
عام 1936 مع صدور الدستور الجديد للاتحاد السوفيتى أن الطبقة المستثمرة قد تم
القضاء عليها نهائيا.. وفى الحقيقة لقد تم فى المعسكر الشيوعى القضاء التام على قوى
الرأسمالية الوطنية التى استؤصلت تماما من الجذور. ولكن مع زوالها بدأت تبرز فى
صلب المجتمع الشيوعى طبقة جديدة لم يسبق للتاريخ أن رأى مثيلا.
ولقد أكدت هذه الطبقة أنها أكثر تسلطا فى الحكم من أى طبقة أخرى
ظهرت على مسرح التاريخ، كما أثبتت فى الوقت نفسه أنها تحمل أعظم الأوهام، وأنها
تكرس أعتى أساليب الظلم فى مجتمع طبقى جديد.
لقد تم تأميم المقدرات المادية إلا أنه لم يجر توزيعها على
أبناء الشعب، بل أصبحت
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 369