نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 365
قالت: فالأحزاب تعرضهم كواجهة إذن.. لتملي عليهم بعد ذلك ما
تريد..
بالإضافة إلى ذلك.. أنت ترى والواقع يشهد أن الإنسان إذا دخل
الحزب تتغير أحواله كلها ويصبح إنسانا آخر.. ويصبح محترفا في عالم السياسية، وهو
وحزبه في أحد حالتين لا ثالث لهما، وفي أحد موقفين: إما أن يكون حزبه في الحكم فهو
ملتزم بتأييد الحكومة في كل ما تصنع، سواء كان في دخيلة نفسه مقتنعا بما تفعل أو
غير مقتنع.. وإما أن يكون حزبه في المعارضة – أي خارج الحكم – فهو ملتزم بمعارضة الحكومة القائمة
في كل ما تصنع إلا أن تكون مصلحة عامة أي يستفيد منها الرأسماليون جميعا، سواء كان
في دخيله نفسه مقتنعا بالمعارضة أو غير مقتنع!
وهكذا تسمع صيحات: العدل.. والقيم.. والمبادئ.. والإنسانية … من الحزب المعارض طالما هو في المعارضة،
فإذا وصل إلي الحكم سلك ذات السلوك الذي كان ينتقده ويندد به من قبل.. وصار الدور
علي الحزب المعارض – الذي كان في الحكم من قبل – لينتقد من الحكومة القائمة ذات الأعمال التي
كان يسوغها لنفسه وهو في الحكم، ويتصايح بدعاوي الإنسانية والعدالة والقيم
والمبادئ.
سأضرب لك مثلا يوضح ذلك.. أنت تعرف بدون شك حزب العمال في
بريطانيا..
قلت: أجل.. لقد ظل يحكم بريطانيا عهودا
طويلة.
قالت: لقد ظل وهو في المعارضة ينادي بضرورة زيادة أجور العمال،
فلما وصل إلي الحكم رفض أن ينفذ ما كان يدعو إليه وهو في المعارضة ـ أو عجز عن
تنفيذه! ـ وسلك ذات السلوك الذي كان يعيبه من قبل علي حزب المحافظين، وهو تجميد
الأجور خوفا من التضخم.
قلت: ولكن هناك أحرارا يصلون إلي البرلمان،
ويقولون قوله الحق، وينتقدون بجرأة، ويطالبون بحقوق أصحاب الحقوق.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 365