نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 353
طلباً للمغفرة ويقدمون للقساوسة الهدايا والصدقات، فارتفع مركز الكنيسة
معنويا ومادياً[1].
وبعد فترة من الزمن أخذ هذا التوافد في الفتور وتقاعس كثيرون عن
الاعتراف، وفي الوقت نفسه ازداد إلحاح الكنيسة على تثبيت مركزها وتعبئة خزائنها،
فقررت اتخاذ وسيلة ناجحة لضمان استمرار ذلك فهداها تفكيرها إلى كتابة الغفرانات في
صكوك تباع على الملأ وتنص على غفران أبدى بحيث تكون حافزاً قوياً على دفع المبلغ
المالي الذي تقرره الكنيسة أو القيام بالخدمات التي ترغب تنفيذها.
اسمع نص هذا الصك (ربنا يسوع يرحمك يا …(يكتب اسم الذي سيغفر له) ويشملك
باستحقاقات آلامه الكلية القدسية، وأنا بالسلطان الرسولي المعطى لي أستحلك من جميع
القصاصات والأحكام والطائلات الكنسية التي استوجبتها، وأيضاً من جميع الافراط
والخطايا والذنوب التي ارتكبتها مهما كانت عظيمة وفظيعة ومن كل علة وإن كانت
محفوظة لأبينا الأقدس الباب والكرسي الرسولى، وامحوا جميع أقذار الذنب وكل علامات
الملامة التي ربما جلبتها على نفسك في هذه الفرصة، وأرفع القصاصات التي كنت تلتزم
بمكابدتها في المطهر وأدرك حديثاً إلى الشركة في أسرار الكنيسة وأقرنك في شركة
القديسين، أردك ثانية إلى الطهارة والبر اللذين كانا لك عند معموديتك حتى أنه في
ساعة الموت يغلق أمامك الباب الذي يدخل منه الخطاة إلى محل العذاب والعقاب، ويفتح
الباب الذي يؤدى إلى فردوس الفرح، وإن لم تمت سنين مستطيلة فهذه النعمة تبقى غير
متغيرة حتى تأتى ساعتك الأخيرة، باسم الأب والابن والروح القدس)[2]
التفتت إلي، وقالت: أتدري الظروف التي ألجأت الكنيسة لمثل هذه
التصرفات؟