نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 342
لتتحول ثمارها إلى سموم.
قلت: فكيف كان أولئك الذين خلفوا المسيح؟
قالت: أتعرف الألقاب التي لقب بها المسيح أحبار اليهود؟
قلت: أجل.. لقد كان يسميهم (بائعي العهد، أولاد الأفاعي، عباد
الدنيا)
قالت: لقد كانت هذه الأوصاف تنطبق تمام الانطباق على أولئك الفلاحين
من رجال الدين الذين كلفوا بتنمية بذور البشرية.
لقد عبد أولئك القسيسون والرهبان الدنيا كما عبدها أحبار
اليهود.. لقد سلكوا الطريق نفسها، وانصاعوا إلى الدنيا مستعبدين أتبعاهم المؤمنين،
وساعد وجودهم ضمن الإمبراطورية الرومانية على تثبيت مراكزهم وتدعيمها، ذلك بأنهم
اقتبسوا من الأنظمة والهياكل السياسية للدولة فكرة إنشاء أنظمة وهياكل كهنوتية،
وكما كانت هيئة الدولة تمثل هرماً قمته الإمبراطور وقاعدته الجنود، كانت الهيئة
الكنسية تمثل هرماً مقابلاً قمته البابا وقاعدته الرهبان.. ونتيجة لمبدأ فصل الدين
عن الدولة رعت الإمبراطورية الهرم الكنسي، ولم تر فيه ما يعارض وجودها فرسخ واستقر[1].
لقد ذكر المؤرخ الإنجليزي (ويلز) في معرض حديثه عن الفرق بين
مسيحية المسيح ومسيحية الكنيسة أن تعاليم يسوع الناصري تعاليم نبوية من الطراز
الجديد الذي ابتدأ بظهور الأنبياء العبرانيين، وهي لم تكن كهنوتية، ولم يكن لها
معبد مقدس حبساً عليها ولا هيكل، ولم يكن لديها شعائر ولا طقوس، وكان قربانها
(قلباً كسيراً خاشعاً)، وكانت الهيئة الوحيدة فيها هيئة من الوعاظ، وكان رأس ما
لديها من عمل هو الموعظة.
بيد أن مسيحية القرن الرابع الكاملة التكوين، وإن احتفظت
بتعاليم يسوع في الأناجيل
[1] انظر: العلمانية، سفر
الحوالى، ومذاهب فكرية معاصرة، محمد قطب.. وغيرها من المراجع التي تؤرخ للعلمانية.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 342