نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 31
أصدق منه.. لقد سحرني كما لم
يسحرني أحد من الناس.. ظللت دهرا من عمري منشغلا بالتفكير فيه، وفي الشجرة التي
تركها لترمي كل حين من الثمار ما يجعل وجوده حيا مستمرا.
لست أدري كيف قلت له مقاطعا:
فلماذا تريد قطع هذه الشجرة؟
قال ـ وكأنه لا يدري ما يقول ـ:
لست أنا الذي أريد أن أقطعها.. كلهم يريد أن يقطعها.. وما نحن إلا معاول بسيطة.
قلت: ومن يشارككم في الاهتمام
بقطعها؟
قال: كثيرون.. منهم أنتم
المبشرون.. ومنهم أولئك العساكر المستعمرون.. بالإضافة إلينا نحن المستشرقون..
بالإضافة إلى أولئك الذيول من المستغربين..
كلنا نشكل معاول لهدم شجرة ذلك
الساحر التي تؤتي أكلها كل حين، ولا تمل من إعطاء الثمار كل حين.
قلت: فلم نهتم جميعا بقطعها؟
قال: لأنها الشجرة الوحيدة في
العالم التي تقف في وجه شجرتنا، وتمنع امتدادها.
قلت: فلم لا نترك الشجرتين
تتعايشان مع بعضهما، فنأكل ثمرا ناضجا من كليهما[1]؟
انتفض، وقال: يستحيل ذلك..
يستحيل ذلك..
قلت: وما وجه الاستحالة؟
قال: ألا تعلم أن شجرة محمد شجرة
مسحورة!؟.. إن كل من أكل من ثمارها أصابه سحر محمد.
ابتسمت، وقلت: أراك تؤمن بالسحر،
وتبالغ في الإيمان به؟
قال: لو لم أجرب تأثيره ما آمنت
به.
[1] أقصد (حوار الحضارات)
الذي هو مطلب إسلامي بدل (صراع الحضارات) الذي يتحدث عنه الغرب.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 31