نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 303
فقد كان اليهود ـ الذين يعيشون في بلاد
المسلمين ـ يشاركون في معظم مجالات الحياة وفي كل المهن والحرف تقريباً، وكانت
ملكية الأراضي مفتوحة أمامهم، كما أنهم تملكوا العقارات في كل أنحاء البلاد
وتناقلوها عن طريق الوراثة أو عمليات البيع والشراء فيما بينهم وبين المسلمين دون
أية مضايقات [1].
وكان لهم مطلق الحرية في العمل التجاري بلا
حدود، وكانت نقابات الحرفيين والمهنيين مفتوحة للجميع بغض النظر عن أي دين أو مذهب
أو أصل.
قلت: أنت تنسى ما قدم قومنا
لليهود؟
قال: لقد قدموا لهم المذابح
الكثيرة التي لا تنتهي.. وآخرها هي إرسالهم إلى المسلمين.. لعلمهم أن المسلمين مع
كونهم مسالمين إلا أنهم لا يسكتون عن ضيم ولا يخضعون عن ذلة.
قلت: عرفت ما فعل المجرمون من اليهود.. ولم أكن أحتاج لمعرفة
تفاصيل ذلك، فما تبرزه لنا الأخبار الموضوعية كل يوم لا يزيدنا إلا يقينا بالأحقاد
التي تمتلئ بها قلوبهم.. فحدثني عن قومي من المسيحيين.
قال: قومك من المسيحيين على امتداد تاريخهم
لا يقلون دموية عن هؤلاء.
قلت: احذر من الحديث عن المسيحية بشيء من أحاديث العوام..
فالمسيحية لا يمثلها إلا رجال الدين.
قال: سأحدثك عما فعله أكبر رجال الدين في
المسيحية.. سأحدثك عن البابوات المعصومين.. ألستم تعتبرون البابوات معصومين؟
سكت، فقال: إن كل الجرائم التي
حدثت باسم الحروب الصليبية أول من يتحمل