نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 29
الدينية.
قلت: أعلم ذلك.. وأعلم كذلك أن
المسلمين يتبنون هذا النوع من المستشرقين، ويفرحون بهم، وينقلون شهاداتهم في
كتبهم.
قال: وهذا هو مصدر الخطورة.. إن وجود
هذا النوع من المستشرقين أحدث شرخا خطيرا في المقاصد التي يرمي إليها الاستشراق..
لقد تاه أولئك المستشرقون عن الهدف..
لقد صاروا كذلك المحارب الذي لم
يكتف بأن يرمي سلاحه، ويولي دبره، وإنما ذهب، وأمد العدو بسلاح كثير، وقنابل
كثيرة.
قال ذلك، ثم صاح بنوع من
الهستيرية: إنها خيانة.. خيانة عظمى.. لو كنت حاكما عسكريا لحكمت على أولئك
بالشنق.. لا يجدي معهم غير الشنق.
التفت إلى نفسه، ورأى خطأه في
إظهار ما تكنه نفسه من ألوان الحقد، ثم ابتسم، وقال: اعذرني.. كنت أمزح فقط.. لست
أدري لم طغت لغة الحرب هذه الأيام.. صرنا لا نتكلم إلا بالمدافع والأسلحة
والقنابل.. لعل ذلك من تأثير وسائل الإعلام.
ثم قال: على العموم، فقد كان هذا
النوع الخطير من المستشرقين أفرادا محدودين، ومع ذلك كان لهم ذلك التأثير الخطير..
ولكنهم ـ الآن ـ أمة من الناس.. هم الآن يتكاثرون كما تتكاثر الطفيليات.. لهذا صار
خطرهم أعظم.. ولهذا صرنا نفضل المستغربين على المستشرقين.
المستغربون جاءونا أصلا لينسلخوا
من هويتهم.. فلذلك نراهم يتزلفون كما لا يتزلف أحد.. أما أولئك المستشرقون
الأغبياء.. فهم لا يزالون يلقون أسلحتهم ليمدوا بها عدوهم.
قلت: وهل يوجد أمثال هذا النوع من
المستشرقين في هذه الجامعة؟
قاطعني، وقال: أجل.. وهم
يتكاثرون كما يتكاثر النمل.. وقد عرفنا السر في ذلك التكاثر.
قلت: وما هو؟
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 29