responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 271

لقد كان القديسون يرقون إلى مرتبة القداسة.. لا بسبب سلوكهم الطيب وروحانيتهم الرفيعة، وإنما بسبب المعجزات التي تظهر على أيديهم[1].

لقد كان باستطاعة أي محتال أن يترقى في منصبه بالقيام بأي عمل تجهل العقول الساذجة علته الحقيقية مدعياً أن ذلك هبة من الروح القدس له، وإذا كان التاريخ يذكر فزع الإمبراطور (شارلمان) وحاشيته من الساعة التي أهداها إليه الرشيد ظانين أن بها قوى خفية من الجن والشياطين، فما بالك بعامة الشعب من الفلاحين والرعاة.

لن أذكر لك شواهد على هذا من القرون الوسطى.. فشواهدها في ذلك العصر المظلم لا تكاد تنتهي.. وإنما سأذكر لك بعض ملامح الخرافات التي لا تزال كنيستنا تمارس نشاطها على أتباعها في العامل الغربي ذاته.

يقول فريزر: (معظم الفلاحين في فرنسا لا يزالون يعتقدون أن القسيس يملك على العناصر قوة خفية لا تقاوم وأنه حين يتلو البعض الصلوات المعينة بالذات التي لا يعرفها سواه والتي لا يحق لغيره أن يرتلها فإنه يستطيع في حالة الخطر الداهم أن يبطل لفترة معينة فعل القوانين الأبدية للعامل الفيزيقي أو حتى يقلبها تماما)

وفي مناطق أخرى يعتقد الناس (أن القسيس يملك القدرة على تشتيت العواصف، وإن لم يكن لكل القساوسة مثل هذه الملكة، ولذا فانه حين يتغير راعى الكنيسة في بعض تلك القرى يبدى أتباع الأبرشية كثيراً من التلهف لمعرفة ما إذا كان الراعى الجديد يتمتع بهذه السلطة كما يسمونها، وعلى ذلك فبمجرد أن تظهر أدنى بادرة بهبوب إحدى العواصف الشديدة فإنهم يخضعونه للاختبار فيطلبون إليه القيام ببعض الشعائر والترتيل ضد الغيوم المتكاثفة فإذا جاءت النتائج محققة لآمالهم ضمن الراعي الجديد لنفسه عطف أتباع الكنيسة واحترامهم)


[1] انظر: العلمانية، لسفر الحوالى.

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست