بل إن القرآن حصر علاقة المؤمنين في الأخوة، ففيه:﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ (الحجرات:10)
قال: هذه مرتبة من مراتب الأخوة..
فالإسلام يعتبر المسلمين جميعا ـ مهما تعددت أوطانهم وأعراقهم
وألوانهم ـ أسرة واحدة لها أب روحي واحد هو محمد.. ولها دين واحد هو الإسلام.
وهذه الأخوة هي العلاقة الوحيدة التي تحكم بين المسلمين جميعا..
فليس في المسلمين أي عنصرية كتلك العنصرية التي تمتلئ بها شعوب الأرض.
وقد زخر التراث الإسلامي بجميل الأخلاق وعظيم الآداب التي طبعت
علاقات المسلمين بعضهم ببعض.. والتي استوحت معانيها من نصوص القرآن ومن حديث محمد،
فقد قال معبرا عن أصل أصول ذلك: (: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)[1]
قلت: ولكن هذه العلاقات محصورة بين المسلمين
فيما بينهم..
قال: هذه مرتبة من مراتب العلاقات.. وهي
مرتبة ضرورية.. ألا ترى أن الناس جميعا يمارسون في علاقاتهم هذا الأسلوب.. فيفرقون
بين إخوانهم وأصدقائهم وأقاربهم وأهل بلدهم وسائر الناس!؟
قلت: بلى.. ذلك صحيح.
قال: فقد اعتبر الإسلام هذا النوع من الأخوة
مرتبة من المراتب.. وهي لا تلغي غيرها من المراتب، كما لا تلغي الصداقة ولا
القرابة غيرها من العلاقات.
قلت: عرفت القسمين اللذين تعامل معهما
الإسلام معاملة الأخوة.. لكن هناك من