قال: بل أنكر نزعة التفرقة بين اليهود وغيرهم في هذا.. أليس
البشر جميعا إخوة؟
قلت: بلى..
قال: فلم يفرق بين اليهود والغجر؟
قلت: وما علاقة اليهود بالغجر؟
قال: لقد نال الغجر المستضعفين من الإبادة ما نالهم.. ولكن لا
أحد يتحدث عنهم.. سأذكر لك بعض ما وصفت به إحدى منشورات اليونسكو ما حصل للغجر
المساكين[2]:
لقد بدأ الاهتمام بالبحث في الخصائص العِرقية للغجر، فأعلن
الدكتور هانز جلوبكه ـ أحد المساهمين في صياغة قوانين نورمبرج ـ عام 1936 ـ أن
الدم الذي يجري في عروق الغجر (دم أجنبي). ثم صنَّفهم الأستاذ هانز ف. حينثر في
فئة مستقلة تمثل مزيجاً عرْقياً غير محدَّد (إذ لم يستطع نفي أصلهم الآري). وبلغت
الخصائص العرْقية لدى الغجر من الأهمية درجة أهلتها لأن تصلح موضوعاً لرسالة
دكتوراه، ومما قالته إيفا جوستين مساعدة الدكتور ريتّر في قسم الأبحاث العِرقية
بوزارة الصحة (عند مناقشة رسالتها) إن الدم الغجري (يُشكِّل خطراً بالغاً على صفاء
الجنس الألماني)
ووجَّه طبيب يُدعَى الدكتور بورتشي مذكرة إلى هتلر يقترح فيها
فرض الأشغال الشاقة على الغجر وتعقيمـهم بالجملة نظراً لأنهم (يُشكِّلون خطراً على
نقاء دم الفلاحين الألمان)
وفي 14 ديسمبر عام 1936، صدر قرار أدى إلى تفاقم أوضاع الغجر،
إذ وصمهم بأنهم
[1] ارتبطت الإبادة النازية
بـ (اليهود) بحيث استقر في الأذهان أن النازيين لم يبيدوا سوى اليهود، وقد ساعد
الإعلام الغربي والصهيوني على ترسيخ هذه الفكرة حتى أصبح دور الضحية حكراً على
اليهود.. بل تطور الأمر إلى حد أنه إذا ما أراد باحث أن يبيِّن أن الإبادة النازية
لم تكن مقصورة على اليهود، وإنما هي ظاهرة شاملة ممتدة تشمل الغجر والسلاف
والبولنديين وغيرهم، فإنه يصبح هدفاً لهجوم شرس (انظر: الموسوعة اليهودية للمسيري)