responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 223

إلى هذين الهدفين القريبين: إنتاج كالآلة.. وانطلاق كالحيوان.

قلت: وعيت هذا.. بل إني أرى هذا بعيني، وأتألم له كما تتألم.. بل إنه في كل يوم يظهر شذوذ جديد من هذا العالم الحر.. ويطالب الجميع بقبوله، لأنه مظهر من مظاهر الحرية.. ومن ينكر ذلك يعتبر من محور الشر الذي ينبغي أن يحارب ويباد لتحفظ الحرية في العالم.

قال: أما الإسلام.. دين الحرية الحقيقية.. فقد بنى مفهوم الحرية على أسس صحيحة تخدم الفرد، وتخدم المجتمع.. وتقيم عمارة الأرض التي لا تستقيم إلا بالحرية المنضبطة بضوابط المسؤولية.

قلت: لقد ذكرت لي أن حقوق في الإسلام تنطلق من تصوره لحقيقته.

قال: أجل.. ولذلك فإن الحرية في الإسلام تنطلق من الخصائص التي عرف بها الإسلام الإنسان.. وأولها العبودية لله..

قلت: إن قومنا من دعاة الحرية يعتبرون هذا من القيود التي تمنع انطلاقة الحرية..

قال: لا.. إن العبودية لله، والتي تعني الانقياد التام والطاعة الكاملة لله هي التي تحرر الإنسان من كافة العبوديات والانقيادات والتبعات لأية جهة أخرى.

وهذا ما يكشف عن التحرر الحقيقي للانسان من كافة الأغلال والقيود التي طالما كبلت إرادته وفكره وجسمه وروحه وحتى عواطفه خلال مسيرته الحافلة بالعناء.

فالعبودية لله تعني أسمى أنواع الحرية التي لم يحلم بها الإنسان، ولم يتصورها أبداً، وهو يصارع ألوان العبوديات التي سلبت منه نعمة الحرية والحياة الآمنة والعيش الهانىء.

إن العبودية لله تحرر الإنسان من كل القيود.. لا من قيود الظلم والامتهان والاستعباد والآلهة المزورة فحسب، وانما من قيود النفس وأهوائها الجامحة ونزعاتها الجنونية.

وذلك ما يتيح للانسان شق طريقه بشكل أفضل وأداء دوره بالصورة المطلوبة.

ولئن كانت الحرية في الحضارات الغربية تبدأ من التحرر لتنتهي إلى ألوان من العبودية

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست