نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154
أما الدين الذي كان يمكن أن يغرس وازع الفضيلة في النفس، فقد
وقف هؤلاء الثلاثة، كما وقف غيرهم ممن هو تبع لهم، أو ممن كان مثلهم يحتقرونه
ويزدرون به:
أما دركايم، فيقول إن الدين ليس فطرة!
وأما ماركس، فيقول: إن الدين أفيون الشعب، ويقول إنه مجموعة من
الأساطير ابتدعها الإقطاعيون والرأسماليون لتخدير الجماهير الكادحة، وتلهيتها
بنعيم الآخرة عن حياة الحرمان فى الأرض.
وأما فرويد، فيقول: إن الدين ناشئ من الكبت، من عقدة أوديب..
وراح هؤلاء الثلاثة الذين رضعنا فلسفاتهم مع حليب أمهاتنا يرمون
بمعاولهم على الأخلاق:
أما دركايم، فراح يبشر بأن الجريمة ظاهرة سوية، والزواج ليس من
الفطرة، والأخلاق شىء لا يمكن الحديث عنه ككيان ثابت، وإنما كل ذلك من صنع (العقل
الجمعى) الذى لا يثبت على حال، وينتقل من النقيض إلى النقيض.
وأما ماركس، فراح يبشر بأن الأخلاق مجرد انعكاس للوضع الاقتصادى
المتطور على الدوام، وليس قيمة ثابتة.
وأما فرويد، فراح يبشر بأن الأخلاق تتسم بطابع القسوة حتى فى
صورتها الطبيعية العادية، وهى كبت ضار بكيان الإنسان.
لقد كانت هذه الأفكار الخطيرة هي البذور التي تلقفها جميع سدنة
الرذيلة ليحولوا الحضارة الغربية إلى ناد من نوادي سدوم وعمورية.
قلت: أراك لا ترى من فلسفات هؤلاء إلا جانبها المظلم.
قال: لأنه لم يكن فيها أي نور.. لقد حملت جميع مصابيح الحقيقة
لأبحث عن ذرة من النور في فلسفاتهم، فلم أجدها.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154