نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 149
التحيز)، أي أن اليهودية التي جعلته خلواً من التحيزات في سن
السبعين، جعلته غير قادر على إنكار التحيز في سن الخامس والسبعين.
بل إن فرويد كان يغازل الصهيونية ويظهر هذا في تباهيه بما
يُسمَّى (الشعب اليهودي)، وكان يعرف تيودور هرتزل ويوليه الاحـترام ويشـير إليـه
باعتـباره (الشـاعر والمحارب من أجل حقوق شعبنا)، وأرسل إليه أحد كتبه مع عبارة
إهداء شخصي عليه، وكان أحد أبناء فرويد عضواً في جماعة قديما الصهيونية، كما كان
هو نفسه عضواً فخرياً بها.
وقد كتب فرويد إلى إحدى تلميذاته من العاملات بالتحليل النفسي،
وهي إشبيلر اين، بعد أن علم أنها توشك أن تضع طفلاً، يقول لها: (أود لو خرج الطفل ذكراً أن يصير صهيونياً
متعصباً.. إننا يهود، وسـنظل يهوداً.. وسـيبقى الآخرون، على اسـتغلالهم لنا، دون
أن يفهمونا، أو يقدرونا حق التقدير)[1]
قلت: أراك تريد أن تثبت لي بأن المنظومة الفرويدية (منظومة
يهودية)، وأن التحليل النفسي (علم يهودي).. إن هذا هو نفس ما يدَّعيه الصهاينة
وأعداء اليهود في آن واحد؟
قال: بل هو نفس ما يدعيه فرويد..بل هو نفس ما تبرزه الأدلة
الكثيرة التي تبين النشأة الحقيقية لتلك النظرية التي لم يكن لها من هدف غير
الإجهاز على البقية الباقية من البراءة الإنسانية.
ولتستوعب ذلك، وتقتنع به تحتاج إلى دراسة متمعنة للتلمود،
وللقبَّالاه، باعتبارها من التراث المقدس لليهود[2].
فأهم نقط التماثل بين المنظومة الفرويدية والمنظومة القبَّالية
هي مركزية الجنس في كليهما، فقد سُمِّيت الفرويدية (النظرية الجنسية الشاملة) أي
(الواحدية الجنسية)، وهي تسمية
[1] الخطاب مؤرخ في أغسطس
1913 ولكنه لم يُنشَر إلا عام 1982، الموسوعة اليهودية.
[2] ذكر المسيري أنه اعتمد في
هذا على كتاب صبري جرجس، وعلى دراسة باكان فرويد والتقاليد الصوفية اليهودية.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 149