نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147
والتحليل النفسي في تصوره كان من إبداعه.. لقد قال: (لمدة عشر
سنوات كنت أنا الشخص الوحيد الذي انشغل به ولا أحد يعرف أكثر مني ما هو التحليل
النفسي)
وكان فرويد يتصور أن عالم الأغيار (غير اليهود) سيرفض التحليل
النفسي بسبب يهوديته، ولذا كان يتصـور أنه لابد من إعطائه واجهة (مسيحية)، وكان
هذا هو الدور المُوكَل ليونج ابن الراعي السويسري.
فكتب فرويد إلى كارل أبراهام خطاباً يحثه فيه على كسب مودته، (فيونج
مسيحي وابن قسيس (ولذا فهو) يجد عناصر مقاومة داخلية شديدة تعوق اقترابه مني. ونحن
لا غنى لنا إطلاقاً عن رفاقنا الآريين كافة، وإلا سقط التحليل النفسي ضحية معاداة
اليهود)
وحينما اعترض أتباع فرويد على ترشيح يونج لرئاسة الجمعية
الدولية قال لهم فرويد: (إن معظمكم من اليهود، ومن ثم فإنكم لن تستطيعوا ضم أصدقاء
للفكر الجديد، على اليهود أن يَقنَعوا بدورهم المتواضع في تمهيد الطريق، فمن أشد
الأمور أهمية بالنسبة لي أن أستطيع إيجاد روابط مع دنيا العلم. وها أنتم ترون أني
أتقدم في السن وأشعر بالتعب من الهجوم المتواصل. إننا جميعاً (أي اليهود العاملين
في حقل التحليل النفسي) في خطر)
ثم أمسـك فرويد بثنيـة سـترته، ومـضى يقول بطريقة مسرحية: (إنهم
لن يتركوا لي سترة أغطي بها ظهري ولكن السويسريين (أي المسيحيين) سينقذوننا
سينقذونني، وسينقذونكم جميعاً أيضاً)
وكان فرويد كثيراً ما يتباهى باليهودية وبانتمائه اليهودي، فكان
يرى أن الشعب اليهودي قَدَّم التوراة للعالم، وأن اليهودية مصدر طاقة لكثير مما
كتب.
وقد أكد أكثر من مرة أنه كان دائماً مخلصاً لشعبه (ولم أتظاهر
بأنني شيء آخر: يهودي من مورافيا جاء أبواه من جاليشيا)
وحينما سأله صديق يهودي عما إذا كان من الواجب على اليهود أن
يوجهوا أولادهم
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147