نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 124
والأفكار، فلم أجد مواجهات عنيفة كتلك
المواجهات التي قوبل بها الإسلام.. ولم أجد صمودا كذلك الصمود الذي أبداه
المسلمون.
إن تاريخ الإسلام حافل بالمواجهات بينه وبين أعدائه والمكيدين
له والمتآمرين عليه.. وفي كل مرة كان الإسلام يخرج منتصرا شامخا[1]..
لقد اجتمع على محمد العدوان الثلاثي: المشركون كلهم في جزيرة
العرب، واليهود والمنافقون في غزوة الأحزاب، فخرجوا من ذلك العدوان منتصرين.
وحاربتهم الدول العظمى في ذلك العهد: الروم في الشمال، والفرس
في الشرق، والأحباش في الجنوب، فكان النصر لهم على تلك الدول جميعا.
واجتمعت على حربهم الدول الصليبية، وكانوا في غاية من الضعف
والتفرق، ولكن أعداءهم خرجوا في النهاية يجرون أذيال الهزيمة..
واجتاح التتار وزعيمهم هولاكو عاصمة الخلافة بغداد، وسيطروا على
المسلمين سيطرة لم يكونوا يظنون أنهم سيطردون منها شر طردة، ولكن النصر كان حليف
المسلمين.
واستجاب أتاتورك لليهود والصليبيين، وأغلق مدارس المسلمين وغير
مناهجهم وأكرههم على إظهار موافقته في كتابة أغلى كتاب على وجه الأرض بغير حروفه
العربية، وأرغمهم على الأذان بغير ألفاظه العربية، وأنزل بالمسلمين من المحن
والمصائب ما لا يخفى على قارئ التاريخ، ولكن المسلمين درَّسوا أولادهم في دهاليز
منازلهم، وفي حظائر دوابهم القرآن والحديث، والفقه، والتفسير، والتاريخ الإسلامي،
وإذا الجيل الذي نشأ في عهده يظهر بعد إدباره حافظا للقرآن، متقنا للغة العربية،
متمسكا بدينه.. رافضا مبادئ أتاتورك وزمرته على رغم تسلطهم واستبدادهم الشامل الذي
تدعمه القوة العسكرية..
[1] انظر: العالم الإسلامي والمكائد
الدولية، فتحي يكن، والإسلام دين رحمة وهداية واستعصاء.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 124