نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 120
الحديث: (خياركم أحاسنكم أخلاقا)[1]، وفي الحديث: (إن من أكمل المؤمنين
إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم)[2]
بل ورد ما هو أعظم من ذلك، وهو أن درجة القرب من محمد ـ الذي
يمثل الكمال الإنساني ـ بقدر حسن الخلق، ففي الحديث: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني
مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة
الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون) قالوا: (يا رسول الله قد علمنا الثرثارون
والمتشدقون فما المتفيهقون) قال: (المتكبرون)[3]
ولذلك، فإن الدرجات العليا والأجور العظيمة لا يحوزها إلا من
حسن خلقه، ففي الحديث: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق،
وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء)[4]، وفي الحديث: (أنا زعيم ببيت في
ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن
كان مازحا، ويبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)[5]، فجعل البيت العلوي جزاء لأعلى
المقامات الثلاثة، وهي حسن الخلق والأوسط لأوسطها وهو ترك الكذب، والأدنى لأدناها
وهو ترك المماراة وإن كان معه حق ولا ريب أن حسن الخلق مشتمل على هذا كله.
وسئل محمد عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: (تقوى الله وحسن
الخلق)، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: (الفم والفرج)[6]