نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 270
^^^
لم أشعر
بتلك البرية المقدسة التي سرت بصحبة يسوع أو عيسى فيها رغم طول المسافة التي
قطعناها، لقد كان لكلامه من الحلاوة ما يأسر القلوب، وكان فيه من المنطق ما يأسر
العقول، وكان فيه من الروحانية ما يأسر الأرواح.
لم أكن
أجسر على مقاطعته.. فقد كنت أشعر نحوه بتقديس عظيم لا يقل عن تقديسي للقديسين
الذين كنت أقرأ عنهم، وأحن لهم.
بل لعلي
كنت أشعر نحوه بتقديس أعظم من ذلك التقديس.. فقد كان بسيطا في مظهره.. ولكنه كان
قمة لا أرى أن من نقلت لنا أنباؤهم من القديسين يمكن أن يصل إليها.
فجأة غاب
عني.. ولا أزال إلى الآن أجهل كيف غاب، ولا أين ذهب..
سرت
قليلا بصحبة نفسي التي امتلأت بالحيرة لما سمعت.. وببصيص النور الذي اهتديت به بعد
ذلك إلى شمس محمد a.
لاقاني
في الطريق اثنان يلوح من عينيهما الشر، يحمل أحدهما تاجا من الشوك، ويحمل الآخر
صليبا..
كانت
تظهر على وجهيهما القسوة والشدة، لكنهما لما لاحظا هيئة لباسي التي تدل على ديني
ووظيفتي قدما لي قرابين الاحترام.. ومع ذلك استوقفاني، وجرى هذا الحوار بيني
وبينهما.
قال
أحدهما: أكنت تسير في هذه البرية؟
قلت:
أجل.
قال: ألم
تر فيها رجلا غريبا يمتلئ بالأنوار المظلمة؟
قلت: لم
أفهم قصدكما.
قال: نحن
نبحث عن رجل يسمى يسوع، ويسمى عيسى..
قلت: لم
؟.. ما الذي تريدان منه؟
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 270