responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 111

انتفضت غاضبا، وقلت: ما الذي تقول؟.. لقد كنت مؤدبا في حوارك، فكيف تحولت إلى السخرية والاستهزاء.

قال: أنا لا أسخر ولا أستهزئ.. ولكني أنبهك، والتنبيه قد يحمل ألما.. ولكن الأمل لا يتحقق ـ أحيانا كثيرة ـ إلا ببعض الألم.

قلت: فما تقصد؟

قال: لقد تصور الإسرائيليون، وأنتم تبعا لهم أن النبوة حكر على بني إسرائيل.. وأن الله لن يخرج أطباء يداوون العالم، ولا شموسا تضيء ظلماته إلا من ذلك الشعب.

إن النبوة ـ يا أخي ـ أعظم من أن يحتكرها أي شعب من الشعوب.. وإن الله أرحم من أن يخص شعبا بمئات الأنبياء، ويترك سائر الأمم تعيش في الجهالة.

طرق بمطرقته، ثم قال: لقد كان هذا من أكبر ما دعاني إلى الإسلام، فالقرآن يحمل احتراما كبيرا لكل شعوب العالم، بل يخبر أن كل هذه الشعوب كان فيها صالحون وأنبياء، لا كما تعتقدون من انحصار فضل الله في بيت إسرائيل.

لقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ (فاطر: 24).. فكل الأمم نالتها رحمة الله وفضله.. فلا تحجروا على الله فضله، ولا تضيقوا ما وسع الله من رحمته.

التفت إلي، وقال: لعلك تحسب أننا ابتعدنا عن بشارة داود..

صمت، فقال: لا.. لم نبتعد.. هناك بشارة أخرى تشير إلى هذا.. وكأنها تصحح الأخطاء التي وقعت فيما فصلنا فيه من بشارة.. وستكون خاتمة جلوسي معك هذه البشارة.. ولن يشتد عليك تفسيرها وتطبيقها..

لقد قال داود في بشارته الثانية: (الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا) (المزمور 118/22 ـ 23)

نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست