الصبية عن التعاليم العظيمة التي جاء بها الإسلام حول الطفولة.. وسترون
فيها البرهان الكافي على رحمة الإسلام بالطفولة.. وهي نفس رحمته التي شملت الحياة
جميعا.
تغير وجه (يونيسيف)، ولكنه ستر تغيره بابتسامة عريضة قال بعدها: لقد
خططتم لهذا اليوم إذن؟
قال الصبي: لا.. لم نخطط.. ولكن الله أتاح لنا أن نقرأ تعاليم الإسلام من
مصادرها الأصلية.. وقد أعطانا ذلك قناعة كبرى بما نقول.. فهل تراك تأذن لنا في
الحديث؟
قال (يونيسيف): أجل.. أجل.. يسرني ذلك.. تحدثوا.. فما أجمل أن يسمع
الكبار للصغار.
قال الصبي: لقد رأينا من خلال استقراء النصوص المقدسة أن الإسلام أعطى
للأطفال أربعة حقوق كبرى تنتظم فيها جميع الحقوق.
أما أولها، فحقهم في الوجود.. وأما الثاني، فحقهم في الحياة.. وأما
الثالث، فحقهم في المعاملة النفسية الرقيقة.. وأما الرابع، فحقهم في التربية
الصحيحة الصالحة.
التفت إلى رفاقه الصبية، وقال: سيحدثكم أصدقائي عن هذه الحقوق، ولكم أن
تسألوهم ما شئتم.
الوجود
تقدم الصبي الأول، وقال - بشجاعة لا تقل عن شجاعة صديقه-: أنا أسامة..
وهو اسم لصاحب من أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. صحبه صبيا[1].. وقد كان الناس يطلقون عليه (حب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لما يرون من عناية رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم به، واهتمامه الخاص
به، خاصة بعد استشهاد
[1] هو أسامة بن زيد بن حارثة
أمه أم أيمن وكان أسود أفطس. أردفه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم خلفه يوم الفتح على راحلته القصواء
واستعمله وهو ابن ثماني عشرة سنة.