قال: أجل.. فالله هو الديان، وهو القاضي الأعلى.. ولذلك لا يمكن أن ينجو
ظالم من موازين عدالته.
قلت: ولكن موازين العدالة الإلهية تنصب في الآخرة لا في الدنيا.
قال: والموازين تملأ بأعمال الدنيا..
قلت: فما علاقة ذلك بالتوبة؟
قال: العاقل هو الذي يزن أعماله قبل أن توزن عليه.. والعاقل هو الذي يبحث
عن خصومه في الدنيا ليعقد معهم من العلاقة الصالحة ما يجعله بمنجاة من مطالبتهم له
في الآخرة.
قلت: فهلم سر بي إلى هذه المحكمة، فإن لي من الخصومات ما أخاف منه على
نفسي.
سرت معه إلى محكمة التوبة.. وهناك وجدت كثيرا من الناس يجري ويلهث، وكأن
شيئا يخافون أن يضيع منهم.