a: قل: اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبى، ورحمتك
أرجى عندى من عملى، فقالها ثم قال له: عد، فعاد، ثم قال له: عد، فعاد، فقال له:
(قم قد غفر الله لك)[1]
الحكمة:
ثم سار بي إلى بعض
الحكماء.. ومن أفواههم تلقيت من حكمة الأمل في عفو الله ما ملأ صدري اتساعا..
ومما رووه لي ما
أوحاه الله تعالى إلى داود u من
قوله:(أحبني وأحب من يحبني وحببني إلى خلقي)، فقال:(يا رب، كيف أحببك إلى خلقك؟)،
قال:(اذكرني بالحسن الجميل واذكر آلائي وإحساني وذكرهم ذلك فإنهم لا يعرفون مني
إلا الجميل)
وحدثوني أن لصاً كان
يقطع الطريق في بني إسرائيل أربعين سنة، فمر عليه عيسى u وخلفه عابد من عباد إسرائيل من الحواريين، فقال اللص في
نفسه: هذا نبي الله يمر وإلى جنبه حواريه لو نزلت فكنت معهما ثالثاً، قال: فنزل
يريد أن يدنو من الحواري ويزدري نفسه تعظيماً للحواري ويقول في نفسه: مثلي لا يمشي
إلى جنب هذا العابد، قال: وأحس الحواري به، فقال في نفسه: هذا يمشي إلى جانبي، فضم
نفسه ومشى إلى عيسى عليه الصلاة والسلام، فمشى بجنبه فبقي اللص خلفه، فأوحى الله
تعالى إلى عيسى - عليه الصلاة والسلام -: (قل لهما ليستأنفا العمل)
وحدثوني أنه كان في بني إسرائيل شاب عبد الله تعالى عشرين سنة، ثم عصاه
عشرين سنة، ثم نظر في المرآة فرأى الشيب في لحيته، فساءه ذلك، فقال: (إلهي إني
أطعتك عشرين سنة، ثم عصيتك عشرين سنة، فإن رجعت إليك أتقبلني؟) فسمع قائلاً يقول -
ولا يرى شخصاً -: (أحببتنا فأحببناك، وتركتنا فتركناك، وعصيتنا فأهملناك وإن رجعت
إلينا قبلناك)