قالت: لم يزدني ذلك إلا بعدا عن المسيحية ونفورا منها..
قالت النسوة: فحدثينا عما وجدت في هذا.
قالت[1]: لقد أثرت تلك النصوص في رجال الكنيسة أجيالا طويلة اعتبروا خلالها المرأة
مسئولة عن كل خطيئة وقعت في العالم، فلولا المرأة ماخرج آدم من الجنة.. ولهذا
قرروا أن الزواج دنس يجب الابتعاد عنه.. وأن الأعزب أكرم عند الله من المتزوج..
وأن السمو فى علاقة الإنسان بربه لا يتحقق إلا بالبعد عن الزواج.. وأن الحمل
والولادة، والشهوة، واشتياق الرجل لامرأته، واشتياق المرأة لزوجها من الآثام، التى
جلبت على المرأة الويل والعار على مدى التاريخ كله، وهى عقوبة الرب لحواء على
خطيئتها الأزلية.
وفوق ذلك كله أعلنوا أنها باب الشيطان..
لاشك أن هذا الكلام المجمل لن يقنعكم.. فلذلك اسمحوا لي أن أسرد عليكم ما
قال القديسون وآباء الكنيسة والمجامع المقدسة لتعلموا موقف جميع هؤلاء من المرأة:
لقد كتب جيروم يدعو المرأة أن تتخلص من أنوثتها ليتم خلاصها فى الآخرة..
يقول في ذلك:(بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال، فهى تختلف عن الرجل، كما
يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم،
فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة، وستسمى رجلاً)[2]
وقال ممتهنا المرأة وحقوقها: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى فإننا نكرم
زوجاتنا، أما إذا لم نمتنع: حسناً فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة)
[1] استفدنا الكثير من النصوص
الواردة هنا من كتاب
(حفظ الإسلام حقوق المرأة) للأستاذ علاء أبو بكر.
[2] انظر: تعليق جيروم على رسالة بولس
إلى أهل أفسس.