قال: لا.. وما كان للشرطة أن تفعل معه شيئا، فالرجل أمريكي يحمل جنسية
أمريكية يشهرها بين الحين والحين أمام أعين الجموع.. وما كان للشرطة أن تغامر
بانتهاك قداسة الأمريكيين.
قلت: فما الذي أنهى خطبه التحريضية؟
قال: أربعة نفر من الورثة الذين كانت أصولهم تخضع للاستعباد.. وقد
استطاعوا بالمنطق العلمي الإيماني الذي أوتوه أن يبددوا تلك الأوهام التي كان
يتخذها ذريعة لتحريضاته.
قلت: فما قال أولئك الورثة؟
قال: اصبر.. وسأحدثك الحديث من أوله.. فلا يفهم الآخر إلا بالأول.
قلت: عذرا.. أنت تعرف طبيعتي.. لقد قال تعالى فيها:﴿ وَيَدْعُ
الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا
(11)﴾ (الإسراء)
قال: في ذلك اليوم.. قدمت نحو كوخ (العم توم)، وقد فوجئت إذ رأيت الجموع
الكثيرة ملتفة حول الكوخ، وهي تسمع باهتمام كبير لتلك التحريضات النارية التي كان
العم توم يلقيها من دون خوف أو وجل، وقد كان بين الحين والحين يردد عبارة يقولها
بفخر وخيلاء (نحن الأمريكيين)
كان في كلامه سباب كثير للإسلام، لا يطيق لساني أن يذكره لك.. فقد كان
فيه من البذاءة ما ملأني تقززا.. بل ما جعلني أشعر أن الرجل مع أمريكيته التي يفخر
بها لا يزال عبدا للقوم الذي استعبدوا آباءه.
ولكني مع ذلك سأذكر لك بعض ما قال، مما يتناسب مع ما رد به عليه..
كان من حديثه قوله: أول ما يصادف الزائر للولايات المتحدة الأمريكية -
بحراً- عندما تقترب به السفينة من ميناء (نيويورك) تمثال (الحرية) الشهير خارج
جزيرة مانهاتن..