فصل عنها فقدت أكبر ما تمتاز به، لأن الإسلام أسس قومية المسلم عليه،
وجعلهم شهداء الحق على العالم كله، فكما يجب على الشاهد ألا يتوانى في إبداء
شهادته كذلك يتحتم على المسلم ألا يقصر في إعلاء الحق، ولا يبالي في أداء فرضه
بمصيبة أو بلاء، بل يصدع به حيثما كان، ولو لاقى دونه الحمام.
ولهذا نجد (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) من أكبر الفرائض الإسلامية.
التوحيد أساس الإسلام وقطب رحاه، وضده الشوك الذي أشرب المسلمون بغضه في
قلوبهم.
والتوحيد يعلم المسلمين أن الخوف والخشوع لا يكون إلا لله الواحد العظيم،
أما غيره فلا يخاف منه ولا يخشع له، وإن من يخشى غير الله فهو مشرك به، وجاعل غيره
أهلاً للخوف والطاعة، وهذا ما لا يجتمع مع التوحيد أبداً.
الإسلام من أوله إلى آخره دعوة عامة، إلى البسالة والجرأة والتضحية،
والاستهانة بالموت في سبيل الحق.