وعن عبد الله بن مسعود: قال: قال رسولُ الله a:
(مَنْ نَزَلَتْ به فَاقَة فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقَتُه، ومَنْ نزلتْ به فاقة
فأنزلها بالله فيوشك الله له بِرِزْقِ عاجِل أو آجل)[1]
الفضل
نهض بعض الحاضرين، وقال: وعينا هذا.. فهل من علاج غيره؟
قام رجل آخر عرفت بعد ذلك أن اسمه (عبد الله بن مسعود)[2].. قام، وقال: أجل.. وهو ما يرمي إليه – حضرة زويمر – وقد سماه
القرآن الكريم (فضلا).. قال تعالى:﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي
الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)﴾ (الجمعة)
ففي هذه الآية الكريمة يدعو الله المؤمنين – بعد ممارستهم للشعائر التعبدية - بالانتشار في الأرض بحثا عن فضل الله..
وهو بالنسبة للفقراء يشمل أمرين: السعي والإحسان.
السعي:
قالوا: فحدثنا عن الأول.
قال: لقد ورد في النصوص
المقدسة الكثيرة الدعوة إلى العمل باعتباره أشرف وسائل
[1] رواه الترمذي، وفي رواية أبي داود (أوشَكَ الله له
بالغني: إمَّا بَموت عَاجِل، أو غِنى عاجِل)
[2] أشير به إلى أبي عبد الرحمن عبد
الله بن مسعود الهذلي، من أكابر الصحابة فضلا وعقلا، وقربا من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو من أهل مكة، ومن السابقين إلى
الإسلام، وأول من جهر بقراءة القرآن بمكة، وكان خادم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ورفيقة في حله وترحاله وغزواته،
يدخل عليه كل وقت ويمشي معه.. ولي بعد وفاة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بيت مال الكوفة، ثم قدم المدينة في
خلافة عثمان، فتوفي فيها عن نحو ستين عاما.. وكان قصيرا جدا، يكاد الجلوس يوارونه،
وكان يحب الإكثار من التطيب، فإذا خرج من بيته عرف جيران الطريق أنه مر، من طيب
رائحته.. له 848 حديثا. (انظر: الأعلام للزركلي)